إنَّ الانشغال بالدعوة إلى الله تعالى، ودلالة الناس إلى الخير، لها أساليب ووسائل وتأصيل ومنهج وفقه لابد للداعية أن يلم بها جميعا، ومن فقه الدعوة إلى الله مراعاة الحال والمقام سواء على مستوى الموضوع أو المدعو أو البيئة التي تمارس فيها الدعوة، وبما أنَّ المدعو هو أحد أركان الدعوة إلى الله، وهو المقصود الأول بالخطاب الدعوي، كان ولابد من مراعاة حال المدعو من عدة جوانب، منها العمرية والجنسية والثقافية والبيئية والمادية بل وحتى الانتماء الديني الذي ينتمي إليه، ومن أهم ما يراعى في حال المدعو، الحالة النفسية والسلوكية له؛ فإنَّ ضبط سلوك المدعو، ومعرفة انتمائه السلوكي، وانتقاء الخطاب الملائم لنفسيته، ومعرفة طريقة تفكيره، واستثمار أفضل الأوقات المناسبة لإبلاغه الخطاب الدعوي، وغير ذلك مما يتعلق بالحالة النفسية للمدعو، تجعل من دراسة مراعاة الحالة النفسية له من أهم الدراسات التي تحتاج إلى بحث وتنقيب؛ والعلاقة بين علم النفس وعلم الدعوة متقاطعة من حيث هدف فهم السلوك البشري، ومن حيث تزكية النفس وتربيتها، ولا فرق بين الروح والنفس عند جمهور العلماء، والقرآن يطلق اللفظين على بعضهما في أكثر من موضع فيه، وشخصية الإنسان عبارة عن نظام متكامل من السمات الجسمية والنفسية الثابتة نسبيا وهي التي تميز الفرد عن غيره.