إن مسألة الأفعال الكلامية الإخبارية في القرآن الكريم وأبعادها التداولية العقدية تمثل أهمية كبيرة في الفكر الإسلامي، من حيث الإقرار بوجود الله تعالى، وأنَّه أزلي أبدي، وأفعاله تختلف عن أفعال مخلوقاته، وهو جلّ شأنه صاحب صفات الكمال، والجمال، والإجلال، والإكرام، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ومن ثمَّ يبقى جلياً الإيمان التحقيقي، وهو الذي يسعى إليه المؤمن، ويحرص عليه، وقد بذل علماء الإسلام جهدهم في بيان الأبعاد التداولية العقدية في الأفعال الكلامية الإخبارية، فوضعوا مجموعة من الأسس والقواعد مستمدة من النص القرآني وأصول اللغة العربية، بحيث يكون البعد التداولي متوافق مع العقيدة الصحيحة، وكان المنهج المتبع في المبحث هو المنهج التحليلي، حيث تم تحليل الأبعاد التداولية للأفعال الكلامية الإخبارية في القرآن الكريم لدى الشيعة والسلفية، والمعتزلة، وأهل السنة والجماعة من السادة الأشاعرة، وخرج البحث بمجموعة من النتائج من أبرزها، وجود خلاف بين العلماء في طرق إثبات الأفعال الكلامية الإخبارية في القرآن الكريم وأبعادها التداولية العقدية، فمنهم من عولّ تعويلًا كاملًا على العقل كالمعتزلة، ومنهم من عولّ على النقل فقط متمسكاً بظواهر النصوص كالسلفية، ومنهم من وفق بين النقل والعقل وهم السادة الأشاعرة والماتريدية، حيث يؤكدون أن النقل الصريح لا يخالف العقل الصحيح، ومن أبرز توصيات البحث توجيه نظر الباحثين لبحث ومناقشة الأفكار المتطرفة التداولية العقدية، وبيان تهافتها، مع إظهار أوجه القصور فيها بطريقة علمية منظمة وموضوعية على مذهب أهل السنة والجماعة من السادة الأشاعرة والماتريدية.