تتطرق هذه الدراسة للصورة الشعرية في شعر الأفوه الأودي، وتقف على أبرز مفرداتها وعناصرها وملامحها الأسلوبية. تشكلت هذه الصور من التشبيه والاستعارة والكناية. جاءت مفردة ومجتمعة كخيوط بلاغية جمالية ينسج من خلالها صوره ويغذي ببنيتها دلالاته ومضامينه، وبها يعيد التعبير عن حقائقه وواقعه من خلال مزجها بالخيال كما أنها وشاح وطيلسان لنصوصه. تبدو هذه الألوان البلاغية انعكاسًا لشعرية الأفوه ومقياسًا لفحولته، فيها تتجلى طاقاته الإبداعية وحالته النفسية، اعتمد الأفوه بشكل كبير على التشبيه التمثيلي في تشبيهاته كما اتكأ على الاستعارة المكنية في تشكيل استعاراته؛ معتمدًا على رحابة مجالها الخيالي وطاقتها التعبيرية، تعد الصور البصرية والذوقية أبرز أنماط الصورة في شعر الأفوه، رصد من خلالهما كل حركة وسكون في بيئته، فجاءت أوصافه دقيقة ممتعة رغم وعورة كلماتها و غرابة تراكيبها، تنوعت الصور الشعرية في ديوان الأفوه بين الصورة التشبيهية التي لعب فيها التشبيه التمثيلي دورا كبيرا في رسم الصورة.  كذلك، عبر الأفوه بالصور الاستعارية متكئا على الخيال في الاستعارة المكنية والتصريحية، مستخدمًا طاقات اللغة وإمكاناتها ممزوجة بالخيال في بث الحركة في الجمادات، واستنطاق الصامت، ليتولى التشخيص والتجسيد تكوين صوره الكلية المفعمة بالحياة والحركة. أما الصورة الكنائية فقد ظهرت عند الأفوه بكثرة كأداة تلميح وإيحاء. بيد أن الجامع بين هذه الصور أن عنصرها مستمدة من بيئة الأفوه.