يهدف هذا البحث إلى  : بيان الخلاف الأصولي المترتب على وروود الدليل المنقول بطريق الآحاد الذي شأنه الشيوع والتواتر؛ من حيث إن العادة والواقع يقتضيان أن مثله يستفيض وتكثر نقلته، وبالتالي فقد توافرت ظروف حصول شيوعه واشتهاره، فكان مقتضى ذلك أن بيئته التواتر؛ لتوافر دواعيه،  ومع ذلك فقد شرد عن بيئته وأشباهه إلى ما يفترض عدم مناسبته له وهو الآحاد. وما نقل بطريق الآحاد مما توافرت دواعي تواتره، ولم يحصل له ذلك، له صور عديدة، منها: - القراءة الشاذة لكون المنقول أصلاً من أصول الشريعة، وهو القرآن الكريم. - رواية الآحاد في الأمر الذي تعم به البلوى، فهو سبب قوي في الشيوع والاشتهار. - ثبوت الإجماع بنقل الآحاد، فلا يسوغ في العادة نقله بهذا الطريق لكونه من الوقائع العظيمة. وقد اعتمدت في هذا البحث مستعينا بالله – تعالى - على المنهجين الاستقرائي والتحليلي وقد خلصت نتائج هذا البحث إلى بيان أمور كثيرة من أهمها: 1- يُعتَبَرُ بيان أسباب الخلاف علمًا جليلا ذا قيمة عالية، كما أنها كثيرة ومتنوعة، تحتاج إلى تدقيق النظر فيها. 2- وجود العلاقة الوثيقة والعوامل المشتركة بين القواعد الأصولية في الكثير من الأبواب، ولا أدل على ذلك من أن هذا البحث يجمع ثلاث قواعد من أبواب مختلفة تحت فكرة واحدة. 3- بيان الخلاف الأصولي المترتب على شرود ما نقل آحادا وتوافرت دواعي تواتره عما يناسبه وينسجم معه. ومن هنا خلص البحث إلى أن عدم التناسب سبب منطقي للخلاف، إذ يستحسنه الفكر السليم، ويقتضيه الواقع العملي والفطرة الطبعية والعادة البشرية.