يسلط هذا البحث الضوء على: (حكم إتمام العبادة بالشروع فيها)؛ لأن العبادات حتى تصح وتكون مقبولة ويتحقق منها الهدف والغاية يشترط فيها  أن تكون موافقة للشرع والنية، فلا يكفي الفعل وحده؛ ولصيانة هذه العبادة عن الاستخفاف فإنه يجب على المكلف إذا شرع فيها أن يتمهـا، ولا يجوز له قطعها أو الانصراف عنها إلا بعد إتمامها؛ ما لم يكن هناك مسوغ شـرعي؛ لأن قطـع العبادات بلا مسوغ شرعي يتنافى مع حرمة العبادة ويخل بقدسـيتها، وتكمن أهمية البحث في حاجة الباحثين للوقوف على حكم إتمام العبادة بالشروع فيها وذلك ببيان أقوال العلماء في حكم الإتمام، وحاجة المسلمين عامة لمعرفة حكم إتمام العبادة بالشروع فيها؛ لما لها من مساس مباشر في عباداتهم وشؤون حياتهم، ويهدف البحث لبيان مفهوم الشروع، وحكم إتمام فرض العين بالشروع فيه، وحكم إتمام فرض الكفاية بالشروع فيه، وحكم إتمام المندوب بالشروع فيه، وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: أنه لا خلاف بين العلماء في أن الشروع في فرض العين يقتضي لزوم الإتمام ويحرم الخروج منه بعد التلبس به، وأن الشروع في فرض العين الذي يسع وقته فعل غيره معه يقتضي لزوم الإتمام ويحرم الخروج منه، وأن من شرع في نفل العبادة فإنه لا يلزمه إتمامها، ويجوز له الخروج منها بعد الشروع فيها، ولا يجب عليه قضاءها، وإن كان المستحب عدم الخروج والإتمام .