يهدف هذا البحث إلى بيان أهم ملامح النقد الحديثي والحكم على الحديث لدى الشيخ المحدث أحمد بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله، ومدى موافقته أو مخالفته لمنهج المتقدمين من علماء الحديث، مع ذكر الأمثلة والشواهد على ذلك، والمحدث أحمد الغماري أحد أعلام القرن الرابع عشر الهجري ويعتبر من العلماء المعاصرين في المغرب العربي ومن أسرة علمية معروفة، وله جهود حديثية كثيرة، وآراء واجتهادات علمية في فنون مختلفة، نالت قدراً كبيراً من الإعجاب تارة ومن التعقب والاستدراك تارة أخرى مما جعلني أقف على بعض آرائه وأحكامه الخاصة في نقد الحديث في بعض كتبه، وعلى الرغم من وجود  تعقبات كثيرة عليه إلا أن الكثير منها كان على كتاب مخصوص في الحديث، أو متعلق بجانب العقيدة والمذهب والفكر، أو ردود شخصية، وبعد النظر والبحث والقراءة وقفت على أهم آرائه الحديثية التي بنى عليها صنعته في نقد الأحاديث والتعامل مع الرواة ومن ثم الحكم على الأخبار، وأقترح لو تكفل مجموعة من طلبة العلم المتخصصين بدراسة وتعقب كتاب المداوي لعلل المناوي ويقدم كمشروع علمي في قسم الحديث في أحد الجامعات حفاظا على السنة وتنقية للكتاب مما حوى، وحفظا للجهود العلمية من أن تكون مشتتة أو أن يتناولها من ليس أهلا لذلك ولا يخفى أن العمل إذا كان بإشراف علمي أكاديمي وضمن خطة ومنهج مدروس تكون الفائدة منه أكبر وأنفع.