فإنَّ أحقَّ ما فنيت فيه الأعمار وجفَّت فيه الأقلام كتاب الله تعالى العزيز الذي ﭐﱡ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ  ﲊﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ فصلت:42, ولهذا كان للقرآن الكريم السبق في الاهتمام والعناية بتفسيره والوقوف على أسراره وهداياته, واستخراج لآلئه ودرره. ومما أنزل الله في كتابه سورة "قريش".  قال تعالى: ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ قريش: ١-4 ، تلك السورة الفريدة في افتتاحها ومضمونها وتأكيدها على موضوعاتها, حيث أكدت السورة الكريمة على نعمة الإيلاف في أسفارهم, والأمان في أوطانهم, والشبع من جوعهم.  ولمَّا كان الأمر كذلك أحببت دراسة السورة دراسةً تفسيريةً تحليليةً_ لاستخراج دررها, وبيان ألفاظها ومقاصدها. فجاءت هذ الدراسة تحت عنوان "في رحاب تفسير سورة قريش... دراسة تحليلية" راجيًا من الله تعالى السداد والقبول, وأن يكون عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم. فقد احتوت السورة على عناصر العيش الطيب والذي يوجه الإنسان نحو شكر الله تعالى وعبادته, وهي:   أمن المكان؛ حيث لا عيش دون أمان. الإطعام: وهو قرين الأمان؛ فالأمان وحده لا يؤمِّن عيش الإنسان ولا يقيمه. جـ- إيلاف الناس: فقد يعيش المرء آمنًا ويأكل ويشرب, لكنه مستوحش المكان لخلوه من أناسٍ يألفهم ويألفونه. إذا توافرت هذه العناصر التي تؤمِّن عيش الإنسان ثم لم يتوجه إلى الله بشكرها وعبادته, فذلك مؤذنٌ بزوالها ومستوجب لعقابه. وفي الختام: أشكر الله تعالى وأحمده على كرمه ومزيد فضله في إتمام هذا البحث , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.