الحمد لله منزل القرآن خالق الإنسان معلمه البيان نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد ... فقد كان للقرآن الكريم الفضل العظيم في بناء أعظم جيل رباني عرفته البشرية، فلم يشهد التاريخ ثلة من البشر كتلك الثلة التي عاشت على المنهج القرآني العظيم. لقد سخروا حياتهم في خدمته، فانكبوا عليه قراءة، وكتابة، وحفظا، وتفسيرا، وتعليما. ولما مات رسول الله ﷺ حملوا الأمانة فكانوا الأساتذة الذين علموا البشرية القرآن وعلومه؛ حيث كان منهم الفقهاء والمفسرين الذين كشفوا للخلق مكنوناته العظيمة، وأسراره الجسيمة، وسهلوا عليهم فهم معانيه ومراداته، وشكلوا القاعدة الصلبة التي انطلق من خلالها علم التفسير بمناهجه المختلفة، وأيضا المفسرون من التابعين وتابعيهم يبثون نور القرآن في أرجاء الدنيا. فحري بأهل العلم وفي القلب منهم أهل التفسير أن يقفوا عند هذه الحقبة بالدراسة والتحليل لكي يستنهضوا الأمة ويعيدوها إلى مجدها التليد بأنوار الكتاب المبين.