يُعد كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي الغرناطي (ت 741هـ) - رحمه الله –، من المؤلفات القيمة في تفسير القرآن الكريم، ومن أنفع الكتب لطالب علم التفسير. حيث يتميز هذا الكتاب بسهولة عباراته وإيجازه، واشتماله على كثير من الفوائد. فقد جمع ابن جزي في تفسيره من كل فن من فنون العلوم التي تتعلق بتفسير القرآن، مع مراعاة الإيجاز والبعد عن التعقيد، والحشو، والتطويل. ويتناول هذا البحث دراسة تفسير الربع الأول من سورة البقرة في كتاب التسهيل لابن جزي الكلبي، مع التعليق على ما يستلزم من المسائل والقضايا والعبارات الواردة بالنص؛ إذ تهدف الدراسة إلى التأصيل لما تضمنه نص المؤلف، والتعليق على القضايا والمسائل التي عرضها خلال تفسيره، مع العناية بتنقيح النص؛ ذلك أن طبعات الكتاب – المتوافرة حتى الآن – بها كثير من الأخطاء، وسقط منها – في عدة مواضع بالكتاب - بعض الكلمات والعبارات المثبتة بنص المؤلف في النسخ المخطوطة للكتاب. وتعتمد الدراسة في هذا البحث على المنهج الاستقرائي التحليلي، المتمثل في استقراء وتتبع وتحليل نص المؤلف، في القدر المخصص لهذه الدراسة، مع التعليق على ما يستلزم من المسائل والقضايا، والعبارات الواردة في النص.