تعتبر السيادة أحد أهم الركائز التي تقوم عليها الدولة الحديثة وهي أحد المبادئ التي جاءت في ميثاق الأمم المتحدة، واحترام السيادة يعني بالمقابل احترام للشأن الداخلي وعدم التدخل في الشؤون الخاصة بالدولة، كما يعتبر التدخل الدولي مفهوم معاكس لمبدأ احترام السيادة ومبدأ عدم التدخل والتدخل الدولي يمس سيادة الدولة بمعنى يمس كيان الدولة والتدخل في الشؤون الداخلية هو أمر محرم ولا يجوز التعامل به في العلاقات الدولية.
ويقع البحث في ثلاثة مباحث: يتناول الأول منها: مفهوم التدخل العسكري في القانون الدولي، ويعرض المبحث الثاني توافق التدخلات الإنسانية مع المواثيق الدولية، ويبين المبحث الأخير التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في وقتنا الراهن.
وتخلص الدراسة إلى أن الدول العظمي استغلت عدم وجود تنظيم دولي دقيق يحكم هذه التدخلات؛ فقامت بتوجيه الكثير من هذه التدخلات ضد الدول المعادية لها، وقد ساعدها على ذلك القدرة التكنولوجية الهائلة التي تمتلكها هذه الدول في مجال الحروب والتي بموجبها يمكن القيام بالعديد من هذه التدخلات عن أي وقــت سابق، ومن هنا يمكن تطبيق قواعد القانون الدولي العام على هذه التدخلات الغير مشروعة.
لذلك سنحاول من خلال هذه الدراسة توضيح مفاهيم التدخل العسكري وتبيان قواعد القانون الدولي والممارسات الدولية الانفرادية بخصوص مشروعية التدخل العسكري.