للفضاء الخارجي أهمية كبيرة على الساحة الدولية؛ وذلك لكونه ملكية عامة لصالح البشرية قاطبة، وللدول الحق في استغلاله واستخدامه دون تمييز، كما أنه غير خاضع للسيادة الوطنية للدولة. وقد قنّن القانون الدولي -من خلال الاتفاقيات الدولية- مجالات استخدام الفضاء الخارجي، وقصر استخدامه على الأغراض السلمية، المتمثلة في: الاستكشافات العلمية التي تفيد العالم كله، والتجارة الخارجية التي تخضع للجهات غير الحكومية، وغير ذلك من أوجه الاستخدام السلمى، كما سمح القانون الدولي باستخدام التكنولوجيا في الفضاء، وساعد ذلك في تحقيق التنمية المستدامة، ويتم هذا الاستخدام للفضاء الخارجي عن طريق المركبات الفضائية، والملاحيين الفضائيين القائمين عليها، وقد شملهم القانون الدولي بالحماية الدولية؛ حيث جعل لهم حقوقًا عامة يتمتعون بها بموجب إنساني وحقوقًا خاصة بصفتهم رواد فضاء. فكان الهدف من هذه الدراسة توضيح هذه الحقوق التي تضمن لهم السلامة؛ حيث كفل لهم القانون الدولي حقوقًا على الدولة المُطْلِقة (التي تملك الجسم الفضائي) والتي تضمن لهم سلامة الوصول، وحقوقًا أخرى على الدول الأطراف عند تعرض رواد الفضاء لحادث أو هبوط اضطراري في إقليم أي من هذه الدول. وسأقوم في بحثي هذا بتوضيح المقصود بـ "رواد الفضاء"، ودورهم في تحقيق الأغراض السلمية من استكشافات الفضاء، والحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية لرواد الفضاء عند وجودهم في الفضاء الخارجي؛ شريطة أن يكون هدف الرحلة الفضائية سلميًا، كما تحدثت عن وضعهم في الاستخدامات غير السلمية للفضاء الخارجي، والمسئولية الدولية عن الأضرار التي يمكن أن تُحْدِثها الرحلات الفضائية. وهذه الأمور الخاصة برواد الفضاء من حقوق والتزامات ومسئوليات تدور -وجودًا وعدمًا- في القانون الدولي طبفًا لمراعاة المقام التي يكون فيه رائد الفضاء.