ليس المقصود من هذا البحث، المفاضلةَ بين ابن حجر أو إظهارَ تفوّقه على الزيلعي، رحمهما الله تعالى؛ وإنما الهدف إبراز حقيقة ما فعله ابن حجر في كتابه "الدراية" من (اختصار) كتاب الزيلعي، وأنه يشتمل على مزايا لا يستفيدها إلا من قارن ما عند ابن حجر بما عند الزيلعي.
ويترتب على ما سبق من فكرة البحث والهدف منه: حث الدارسين المتخصصين على الاستفادة من كتاب "الدراية"، وعدم هجره أو النظر إليه نظرةً دُونيةً بحجة أنه مجرد "اختصار"؛ إذ سوف يستفيد القارئ من خلال النظر فيه فوائد لا توجد في أصله عند الزيلعي، وقد يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار!
ومن النتائج التي أسفر عنها البحث: أن عمل ابن حجر في "الدراية" هو اختصارٌ محرر لما عند الزيلعي، يُغني في الجملة عما عند الزيلعي لكن لا يكفي عن الرجوع إليه.
وأيضا: إن الناظر في "اختصار" ابن حجر، سوف يستفيد منه شيئا من الأساليب الحديثية ودقائق صنعة التخريج من خلال التأمل فيما يتبعه من طريقة الاختصار.