مِن مناهج علماءِ الحديث في التصنيف تناوُلُ حديثٍ صحيحٍ عن النبي r بالشرح والتحليل، لكونِه قد اشتمل على مسائل مهمة تحتاج لبيانٍ وإيضاحٍ، وهذا البحث مِن هذا النوع مِن التأليف، حيث تناول قصةً تعرَّض لها الصحابيُ الجليلُ أبو هريرة t، وهي جوعُه الشديد، وكيف تعاملَ معه النبي r، وهذا البحث فيه بيانٌ لما اشتمل عليه هذا الحديث من دُرَر وفوائد، والتي منها: اشتماله على آيةٍ ماديةٍ ظاهرةٍ للنبي r؛ حيث أنزلَ الله تعالى البركةَ في لبنٍ قليلٍ حتى شرِبَ منه العدد الكثير مِنْ أهل الصُّفة y حتى شبِعوا وكانوا جِيَاعاً، ومن فوائده أنَّ فيه مِنْ دلائل نبوة النبي r أنه أمرَ أبا هريرة t بالشرب وهو قاعد، حيث أثبتَ الطبُّ حديثاً أنَّ الشربَ والإنسان في حال القعود أصحُّ للبدن من الشرب وهو قائم، فالحديث هذا موضوعُ البحث فيه مسائل كثيرة مهمة جداً: عقَدِية وفِقْهية وأخلاقية ودعوية وتربوية وغير ذلك، ويضع الحلولَ المفيدةَ لكثيرٍ من مشكلات عصرنا الحاضر، كمشكلة الأزمة الاقتصادية، وُمشكلة الجهْل بالآيات الخاصَّة بالنبي r وأثر ذلك في تعظيمه ومحبته r، وقد اتَّبَعْتُ في هذا البحث المنهج (الاستقرائي- التحليلي - النقدي)، ولهذا فإنَّ الاعتناء بشرح الأحاديث النبوية الصحيحة شرحاً تحليلياً علمياً واستخراجِ دُرَرها، لا سيما الأحاديث التي لها تَعَلُّقٌ كبيرٌ بما نعيشه اليوم مِن مشاكل حياتية سوف يكون له أثرٌ عظيمٌ ونفعٌ كبيرٌ في إصلاح الفرد والمجتمع.