ظهر مصطلح التبئير في الدراسات اللغوية الحديثة، وسعى المحدثون من اللغويين إلى تجلية مفهوم البؤرة، وبيان أنواع البؤر والتمييز بينها، والمكونات التي يمكن تبئيرها وترتيبها في الجملة، وخصائص البنيات المبأرة التي ترتبط بالتركيب النحوي والسياق التداولي الذي يحتم ورود التركيب على بنية تركيبية بعينها تؤدي المعنى وفق ما يقتضيه الغرض التخاطبي. مفهوم البؤرة عند المحدثين: - البؤرة ترتبط بالعنصر الذي يحمل صفة الجدة؛ لذلك تكون قوته التواصلية أقوى من الأسلوب الخالي من التبئير. - مفهوم البؤرة يسلط الضوء على النمط التركيبي الذي يسير عليه بناء الجملة العربية والأصل في ترتيب العناصر داخل التراكيب المختلفة. - في البنيات المبأرة يُربط بين التركيب النحوي والسياق التداولي الذي يحتم ورود التركيب على بنية تركيبية بعينها تؤدي المعنى وفق ما يقتضيه الغرض التخاطبي. وقد لاحظ النحويون القدماء التبئير النحوي فجاءت الإشارة إليه في بعض الأبواب النحوية على وجه العموم وإن لم يكن التعبير عنه بهذا المصطلح، فقد لاحظوا أن العرب استعملت في الكلام مكونات وتراكيب تنبه السامع إلى المعلومة التي يريد المتكلم أن يشد انتباهه لها، ولاحظوا تعدد الصور الممكنة للتعبير عن المعنى المراد؛ لإبراز المقصد الذي يريد المتكلم أن يوصله إلى المتلقي، فرصدوا ما يطرأ على التراكيب من تغيرات في بنيتها الأساسية؛ بقصد تبئير الجانب الأهم في المعنى المراد وتسليط الضوء عليه.