تناول هذا البحث البينية ومظاهرها في النحو العربي، فبدأ بشرح مفهوم البينية في اللغة والاصطلاح، ثم تناول مراحل ظهور المصطلح وتطوره، وذكر أشكال البينية، فأشار إلى أن للبينية أربع صور أو أشكال هي: بينية التفكير وهي تختص بوصف التفكير الموسوعي لدى العلماء، وبينية العلوم وتختص بوصف التكامل بين علمين أو أكثر لتشكيل علم بيني، وهنا بيَّن البحث أن العلاقات بين العلوم والتخصصات قد تكون تامَّة البينية، وقد تكون ناقصة البينية؛ حيث تجتمع العلوم في جوانب ويظل كلٌّ منها مستقلا بذاته عن الآخر، أمَّا بينية البحث فهي تختص بالبحوث التي تناقسش قضايا ومسائل من منظور بيني بالاستفادة من معطيات عدة علوم أو تخصصات، ثم بينية التخصُّص وتوصَف بها التخصصات التي تنشأ من دمج تخصُّصين علميين أو أكثر لأغراض تعليمية أو أكاديمية، مثل الدمج بين تخصصي الهندسة والطب فيما يسمَّي بالهندسة الطبية.      كما تناول البحث ملامح البينية في النحو العربي، فاستعرض أهم مظاهر التكامل بينه وبين غيره من علوم العربية من جانب، وبينه بين العلوم الشرعية من جانب آخر، وانتهى في هذا إلى أن النحو العربي يُعتبر علمًا بينيًّا؛ فهو يقوم على معطيات عدد من العلوم التي وقعت في إطاره مثل علم الأصوات، وعلم الصرف، فضلا عن علاقته الوثيقة بعلوم البلاغة، ولا يمكنه الاستغناء عنها في أي مرحلة من مراحله، لا سيما علم المعاني الذي يتفق في كثير مع علم النحو ويتضافر معه في الوصول إلى المعاني العامة للكلام، كما تناول البحث أهم مظاهر التكامل بين النحو وأصوله وعلم الفقه وأصوله، وكذلك مظاهر التكامل بينه وبين علم التفسير.