يُعد مصطلح الديستوبيا من المصطلحات التي ألقت بسهم في دراسات الأدب العربي مؤخرا. فإذا كانت اليوتوبيا تعني المدينة الفاضلة؛ فإن الديستوبيا تعني المدينة الفاسدة بكل مفرداتها. وتكمن فلسفة الدراسة في تبيين دور الثنائيات المترادفة والمتقابلة في الكشف عن مظاهر الديستوبيا في شعر فاروق شوشة، لما لتلك الثنائيات من قدرة في تغيير مسار الدلالات الظاهرة إلى دلالات أخرى كامنة تحت طبقات النصوص الشعرية. إن أهمية الدراسة وسبب اختيار شاعرنا صِنوان لا يفترقان، من حيث عدم دراسة هذا الموضوع في شعر فاروق شوشة من قبل، أضف إلى ذلك أن شاعرنا كان من الشعراء الذين حملوا على عاتقهم قضايا الوطن العربي. وتكمن أسئلة الدراسة فيما يأتي: ما خصوصية تلك الثنائيات؟ وكيف وظف الشاعر الديستوبيا بثنائياتها في استجلاء الواقع العربي وحقيقته؟. وقد كان المنهج الأسلوبي التحليلي، بمستوياته الصرفية والصوتية والنحوية والدلالية والبلاغية،هو المتبع. وتُقسم الدراسة إلى: الإطار النظري للدراسة -         المبحث الأول: الثنائيات المترادفة، وعلاقتها بمظاهر الديستوبيا -         المبحث الثاني: الثنائيات المتقابلة، وعلاقتها بمظاهر الديستوبيا وقد تبيّن لنا في نهاية الدراسة أن الثنائيات بشقيها (المترادفة والمتقابلة )كان لها دور لا ينكر في الكشف عن مظاهر المدينة الفاسدة في شعر فاروق شوشة، كما كانت التقنيات الأسلوبية وبنياتها المحتلفة بمثابة القوالب التي أماطت اللثام عن الطبقات الدلالية العميقة في شعره وأبانت بجلاء مظاهر الديستوبيا.