أُحَاوِلُ في هَذَا البَحْثِ مِن خِلَالِ الدَّرسِ السِّيميَائِيّ دِرَاسَةَ القِصَّةِ القَصِيرَةِ "خَالَتِي  كَدَرْجَانْ" لِلأَدِيبِ السُّعُودِيّ أَحمَد السِّبَاعِيّ(1905-1984م) دَاخِليًّا وخَارِجيًّا؛ لِلكَشفَ عَنِ الجَوانبِ الفَنِّيَّةِ من نَاحِيَةٍ؛ وُصُولًا إلَى مُستَوياتِ التَّأوِيلِ التي تَمنحُها عَلاماتُها، لتَفسِيرِ أَسْبَابِ شُهْرَتِها، ومَكَانَتِها البَارزَةِ في جِيلِ الرُّوَّادِ، وبَيَانِ مَدَى إسهامِهَا في تَطْوِيرِ فنِّ كِتَابَةِ القِصَّةِ القَصِيرَةِ السُّعُودِيَّةِ، ومدَى ملامستِهَا لهمومِ الفَردِ والمُجْتَمَعِ آنَئِذٍ، للمقارنَةِ والمُوازَنَةِ للإشَارَةِ إلَى ما وَصَلَتْ إِليهِ المَرْأَةُ السُّعُودِيَّةُ المُعَاصِرةُ من حُقُوقٍ، وحُريَّاتِ، وقُدرَتها على اتّخاذِ قرارَاتِهَا المِصِيريَّةِ، وَالزَّوَاج.    وتَقتَضِي طبيعَةُ الدَّرْسِ السِّيميَائيّ أَنْ تتَوَقَّفَ الدِّرَاسَةُ أمَامَ عُنوَانِ القِصَّةِ، والمفتتحِ، والمقطعِ الأيقونيّ، لا سيَّما المَقْطَعَ الثَّانِي والخَاتِمةِ، وسِيميَائيّاتِ الكُرُونُوتُوب، واللُّغَةِ، والأُسْلُوبِ، والتَّصْوِيرِ، ومِن قَبلِ ذَلكِ عَناصِرِ البِنَاءِ السَّرْدِيّ.   وَمِن أَهَمِّ أَهْدافِ البَحْثِ الكشْفُ عَن جَمَاليَّاتِ القِصَّةِ، وَخِطَابِها المُعلَنِ والمُضمَرِ، ودَورها فِي تَطوِيرِ القَصِّ السُّعُودِيّ، ومَدَى تأثِيرها في تَنَاوُلِ بقَضَايَا ومُشْكِلَاتِ المُجْتَمَع.   وتَكْمُنُ أَهَمِيَّةُ هَذِهِ الدِّرَاسَةِ في الوُقُوفِ عَلَى خِطَابِ القِصَّةِ دَاخِليًّا وخَارِجيًّا بِوَصْفِها مِن نِقَاطِ ارتكَازِ البَدَايَاتِ في القِصَّةِ القَصِيرَةِ السُّعُودِيَّةِ؛ ومدَى قُدرَتِها عَلَى مُعَالَجَةِ القَضيَّةِ المَطْرُوحَةِ آنَئذٍ، وَهَلْ يُمكِنُ مِن خِلَالِها رَصْدُ التَّحَوُّلَاتِ الفنِّيَّةِ والاجتِمَاعِيَّةِ في وَاقعِنا المُعاصِرِ، ومَدَى قُدرَتِها فيما تُبْرِزُهُ من حُلُولٍ تَجاوَزْنَاها. وَلعَلَّ مِن أبْرَزِ فرْضِيَّات الدِّراسةِ: 1-   كَيفَ بنَى أَحْمدُ السِّبَاعِيّ قِصَّتَهُ؟ وما العَناصِرُ المُكَوِّنَةُ لِخِطَابِها؟ 2-   لِمَ أسْهَمتْ هَذهِ القِصَّةُ تَحْدِيدًا في تَطويرِ القَصِّ السُّعُودِيّ؟ 3-   ما التَّأوِيلَاتُ المُحْتَمَلَةُ لِخِطَابِ القِصَّةِ القَصِيرةِ؟ مَنهجُ البَحثِ :هُوَ المَنهجُ السِّيميَائِيُّ.