ينوي الدرس الحاضر مساءلة شريحة مهمة من قراءات الباحثين المختصين في الأدب والدراسات العبرية، ينتمون لمؤسسات أكاديمية متعددة ومشارب فكرية متنوعة، ساهمت في تباين زوايا نظرهم حيال الشعر العبري الأندلسي. ووفقًا لاستقراء عام لهذه الشريحة ونتيجة له؛ تنزلت الدراسة في قسمين أساسين: أحدهما يناقش القراءات المختلفة لمادة العمل كالنسقية والسياقية، والآخر يسلط الضوء على ظاهرتي كسر أفق التوقع والتأويل فيها؛ لكون هذين القسمين ،من وجهة نظر البحث، أوضح ما يمثل هذه المقاربات في مجملها. وقد اتبعت الدراسة منهجًا وصفيًا تحليليًا يتبنى إجراءات نظرية التلقي، ويفيد أيضًا من المناهج النقدية المختلفة التي يمكن تلمسها في أثناء صفحات الدراسة؛ بغية إعطاء القارئ لمحة واعية عن مواطن جاذبية الشعر العبري بالنسبة لهؤلاء النقاد، ومداخلهم إليه، وطرائق اشتغالهم به.      وأبانت الدراسة عن دور المنهج المقارن في تلقي الشعر العبري الأندلسي وضرورته لدى الناقد الحديث. ولهذا جاء الاتكاء على الإرث الأدبي العربي منطقيًا في مقاربة هذه النصوص، من حيث إن الثقافة الأندلسية عربية اللسان على كل حال. ويمكن القول بأن التلقي المقارن شكل محورًا في غير قليل من دراسات النقاد في الشريحة المرصودة.