تشير التنمية المستدامة  إلى اعتماد تدابير الحماية والأمن لتمكين الناس من الحصول على الاحتياجات الأساسية في الحياة، وضمان الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي، وهناك العديد من الإجراءات الاقتصادية التي تخلق التنمية المستدامة  للناس، بما في ذلك المستوى النفسي للبشر بالإضافة إلى المستوى المادي الذي توفره التنمية المستدامة ، ويلعب الوقف دورًا هامًا في التنمية ومن ثم الحفاظ علي الاستقرار المادي والتنمية المستدامة، و من خلال مساهمات الوقف في تطوير الدين والعلم والاقتصاد والمؤسسات الاجتماعية عبر التاريخ الإسلامي، ومن هنا  أرادت الباحثة أن يسلط الضوء على العلاقة بين الوقف وعلاقته بالتنمية المستدامة ، عند عالم من علماء المسلمين وهو الإمام "تقي الدين البلاطُنسي" والذي كان عالمًا من أعلام عصره في المذهب الشافعي، لذا جاء عنوان البحث (الوقف وأثره في تعزيز التنمية المستدامة عند الإمام تقي الدين البلاطُنسي "دراسة تحليلية")، ومن أجل تحقيق أهداف البحث، فقد اعتمدت على المنهج الاستقرائي والتحليلي، وذلك من خلال استقراء آراء الإمام "البلاطُنسي" في الوقف، وتحليل هذه الآراء وآلية التطبيق علي الواقع، وتتلخص أهمية البحث في أن حضارتنا الإسلاميَّة هي حضارة الأوقاف، فقد كان للوقف دور هام في توفير الأمن الغذائي للفقراء، وفي توزيع الثّروة وتقليل الفجوة بين طبقات المجتمع، وفي توفير التّعليم المجاني للفقراء من خلال المدارس التي وقفها المسلمون؛ ووقفوا أموالاً ضخمة للإنفاق عليها، وفي توفير  الأمن الصِّحِّي للفقراء والمحتاجين من خلال المستشفيات التي بناها الواقفون، وفي رعاية الأيتام وكفالتهم وتربيتهم، وفي توفير عدد من الوظائف من خلال النّظّار والموظفين والمشرفين ونحوهم في المؤسّسات الوقفيّة والمساجد.