إن القادة في جميع المجالات يسعون إلى جذب الكفاءات من الأفراد وإخضاعهم للقوانين، واستثمار طاقاتهم في نجاح مؤسساتهم أو مجالات قيادتهم وضمان ولائهم وانتمائهم لها، وذلك لا يتأتى إلا بكسب قلب الفرد واحترامه.
لذا لم تكتف القيادات بالاهتمام بالمهارات الصلبة فقط كالمؤهلات والمهارات المحسوسة، بل توجهت للاهتمام بالجانب الأهم، وهو الجانب غير الـمُحَسّ وهو ما يعرف بالمهارات الناعمة كالقدرة على التواصل والذكاء العاطفي ونحوهما.
وقد كان هذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في بناء دولته وقيادة أمته، فالنبي صلى الله عليه وسلم يملك المهارات والمقومات الشخصية لإنجاح دعوته؛ لكن كان يحتاج إلى الموارد البشرية والمالية، ومع ذلك استطاع في وقت قصير جدا أن يقود الناس إلى التغيير والازدهار في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والحضارية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية، ومن أساليبه التي ساعدته على ذلك القيادة بالـمَحَبَّة؛ لذا جاء هذا البحث الموسوم بـ "محبة القائد للأفراد وأثرها في بناء الفرد والمجتمع في السنة النبوية" وتتجلى أهمية هذا البحث في: معرفة أسلوب من أساليب القيادة الناجحة، بذكر التطبيقات الدالة على ذلك من الأحاديث النبوية الثابتة، وبيان مظاهر القيادة بالـمَحَبَّة في السنة النبوية، والأثر العظيم المترتب على انتهاج هذا الأسلوب على الفرد والمجتمع.