تعد الدعوة كمفهوم من التعبيرات السهلة الممتنعة؛ حيث خاض فيها كثير من الكتاب، وذلك لأهميتها، وفضلها، فهي جاذبة للكتابة فيها وتناولها من زوايا مختلفة، ابتداء من المفهوم اللغوي وانتهاء بخصائصها، في إطار رؤية ثابتة لها من ثبات مصدرها، ولعل هذا ما أغرى الباحث في تناول مفهوم الدعوة، وإثرائه سعيا إلى الإسهام في إبرازه وتجليته بصورة أكثر اكتمالا وأكثر تماسكا في بناء نص بحثها دون تشعب أو تشتت في مسارب تبعد البحث عن الغاية والهدف، سعيا إلى بيان التغير في مفهومها والثبات في رؤيتها من حيث الأهمية والخصائص، وقد رأى الباحث استخدام المنهج الوصفي لمثل هذا النوع من الطرح العلمي المتوافق. كما انتهى في بحثه إلى عدة نتائج لعل أهمها: أن الدعوة كمفهوم ،مع تعدد تعريفاته،لا تختلف كثيرا بين علماء اللغة ولا تختلف من جانب آخر بين التعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي إلا بقدر يسير ووصل إلى أن خصائص الدعوة الإسلامية مما تفرد به في عالمها الواسع ومصدر الرباني بسبب سماويتها. وقد أوصى الباحث بمزيد الدراسة والتقصي في موضوع الدعوة بصورة علمية تفيد من المناهج العلمية في التناول بعيدا عن الإسهاب غير المجدي وبعيدا عن التكرار المتناسل.