تهدف هذه الدراسة إلى بيان العلاقة التكاملية  القائمة بين التفكير المنطقي  واللغة ؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا فى قالب لغوي، كما تقوم الدراسة على إبراز بحث  الفارابي  فى الصلة  بين المنطق وفلسفة اللغة، وكيف أنه استطاع أن يطوع اللغة لسائر الأغراض المنطقية والفلسفية ، وكل ذلك  جاء إثر المناظرة الشهيرة التي جرت بين (أبي سعيد السيرافي) اللغوي ، والفيلسوف المنطقي (أبي بشر متى بن يونس )- أستاذ الفارابي - فى بغداد، ومن هنا كان الاهتمام بهذا الموضوع،  ولقد استخدمت فى هذا البحث عدة مناهج لمعالجته: التاريخي ، والتحليلي.
وتوصلت فى هذا البحث إلى نتائج عدة من أهمها:  يعد  الفارابي من أوائل فلاسفة الإسلام الذين قاموا ببيان العلاقة بين المنطق، وفلسفة اللغة  فى العديد من مؤلفاته، بدراسة بينية أدت إلى تعمقه  فى شرح معاني الألفاظ المنطقية على مستوى استخدامها اللغوي، إذ تبين للفارابي أن  نفور  بعض العرب من المنطق يرجع  إلى القلق اللغوي الناتج عن إبقاء المترجمين الأوائل على الأمثلة المشهورة فى اللسان اليوناني ، وغير المتداولة فى اللسان العربي، فكان  غرض الفارابي من كل هذا هو أن يُمكّن المتكلم باللسان العربي من أن يفهم أغراض المنطق ، وأظهرت الدراسة أنَّ الفارابي قدَّم تحديدات منطقية للأدوات والمفاهيم النحوية، ونبه إلى الفرق بين المصطلحات النحوية والمنطقية، هذا وقد أثرت الدراسة البينية فى علاقة المنطق وفلسفة اللغة عند الفارابي فيمن جاء بعده من الفلاسفة كابن سينا، و من المتكلمين كالغزالي، و من اللغويين كابن جني.
و أوصيت  بالاهتمام بالفلسفية الوصفية التي تنبني على درس العلاقة القائمة بين الفكر والتعبير،  كما أوصيت بأهمية  الدراسات البينية التي يظهر من خلالها ترابط علوم الإسلام بعضها ببعض.