يهدف هذا البحث إلى تناول قضية من أبرز القضايا المطروحة على ساحة المسائل العقدية في الوقت الحاضر، ألا وهي دور "علم الكلام" في الوقت الراهن في مواجهة الإلحاد العلمي، وما يلزم ذلك من ضرورة تجديد علم الكلام ليتسنى له القيام بهذه المهمة الجليلة. فإذا كانت النهضة الأوربية قد حققت تقدما هائلا في العلوم المادية والطبيعية الحديثة، وأمدت الإنسان بقدر هائل من المعرفة بأجزاء هذا الكون ومظاهره مما أضاف للإنسان كثيرا من الخبرات والإمكانات التي ساعدته بشكل كبير من السيطرة على بعض مظاهر الطبيعة،  إلا أن هذه النهضة الأوربية الحديثة قد أفرزت إشكالا بل تحديا للعالم الإسلامي وللفكر الإسلامي ، والذي اتجه خطأ إلى الإلحاد ومعارضة الدين، بل جعل الخصومة مع الدين بشكل عام منتهيا إلى أن الدين شيء لا حقيقة له أو أنه قد استنفذ صلاحياته بمجرد ظهور العلم الذي فسر للإنسان كل ما كان يسأل عنه، وإن شئت قلت كل ما كان يسنده إلى الدين، ومن هنا كان لابد لعلم الكلام من دور تجاه هذا الإلحاد الذي أفرزته النهضة الأوروبية فهل يتسنى له القيام بذلك وهو على وضعه الذي أنشئ عليه أم لابد من تجديده لكي يتأتى له مواجهة الواقع الفكري الجديد؟ وما هي سبل مواجهة هذا الالحاد؟