تُعدُّ السؤالات الحديثية من الوسائل التي اعتمد عليها الأئمة والنقًاد في وسائل حفظهم للسنة النبوية، وذلك باهتمامهم بالسؤال، سواء كان سؤالا عن بيان معنى أُشكل عليهم، أو سؤالا عن الرواة، أو غيره من أنواع السؤالات التي اهتم بها الأئمًة النُقًاد في وسائل وأساليب حفظهم، وقد أمر الله به في كتابه.  وقد طرق طلًاب العلم الأوائل باب الأسئلة، وطرحوا ما يُشكل على شيوخهم، ودوًنوا إجاباتهم، وحفظوها، ونشروها وأفادوا بها غيرهم. ومن الذين طرقوا باب الأسئلة واستخرجوا بها علمًا غزيرًا: الحافظ ابي عمر الصدفي المُنْتَجيلي الأندلسي، الذي لم يكتفِ بالرواية عن أهل بلده من الأندلسيين، بل رحل إلى الأمصار ليجمع العلم الوفير وقد  ساعده ذلك على تأليف كتابه الكبير في "التاريخ"، الذي جمع فيه ما أمكنه من أقوال العلماء، وما يتعلق بهم.  ونظرًا لفقدان هذا الكتاب الكبير؛ أردت عمل بحثٍ، أجمعُ فيه ما وقفتُ عليه من سؤالات للحافظ ابي عمر الصدفي المنتجيلي، لبعض شيوخه ممن نُقل عنهم في كتابه المفقود من بطون كثيرة ،مع ما حوته من علمٍ وفائدة، فقمت بعمل هذا البحث للم شتات متناثرها وجمع شمل متفرقها، ووسمته بـ (سؤالات
أبي عمر الصدفي لبعض شيوخه؛ جمعًا ودراسة)، في محاولة منّي في جهدٍ متواضع لإثراء المكتبة الحديثية. وقد استخدمت المنهج الاستقرائي التحليلي القائم على استقراء سؤالات الحافظ ابي عمر الصدفي مع تأصيل النصوص من مصادرها الأصلية، وقد توخيت في البحث استقصاء أقوال العلماء في كل ترجمة بقدر المستطاع. وقد حوى 22 راويًا.