تمثل المعرفة وتقنياتها شعار المرحلة الحالية من مسيرة البشرية، وأصبح معيار نجاح أى مؤسسة أو دولة هو ما تمتلكه من مقومات استثمار المعرفة؛ فالمعرفة هى الأساس فى أي نشاط بشري، وهي المورد الذى بدونه لا يمكن استثمار أى مورد آخر.
ففى حين كانت الأرض، والعمالة، ورأس المال هى العوامل الثلاثة الأساسية للإنتاج فى الاقتصاد القديم، أصبحت الأصول المهمة فى الاقتصاد الجديد هى المعرفة الفنية، والإبداع، والذكاء، والمعلومات، وصار للذكاء الاصطناعي المتجسد في برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا عبر نطاق واسع من المنتجات أهمية تفوق أهمية رأس المال أو المواد أو العمالة، وقد عرفت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) اقتصاد المعرفة بأنه: "ذلك الاقتصاد الذي تُعد فيه المعرفة المحدد الرئيس للإنتاج والنمو الاقتصادي من خلال التركيز على دور جديد للمعلومات والتقنية والتعلم فى تحقيق أداء اقتصادي متميز"، وحيث تؤكد نظرية النمو الحديثة أن النمو الاقتصادي ناشئ عن العوائد المتزايدة المرتبطة بالمعرفة الجديدة، وأن إمكانية إنماء الاقتصاد بزيادة المعرفة بدلًا من زيادة العمل ورأس المال يخلق فرصًا للنمو غير المحدود نسبيًا؛ لذا نهدف من هذه الدراسة بيان طبيعة اقتصاد المعرفة وخصائصه مع التحليل لاستراتيجية التحول من اقتصاد الموارد إلى اقتصاد المعرفة والآلية التى يعمل بها في قيادة النمو الاقتصادي، وتكمن أهمية الموضوع فى أن المعرفة تُعد عنصرًا حاسمًا فى التنمية؛ لأن كل ما نفعله يستند إلى المعرفة، فلكي نعيش يتعين علينا بكل بساطة أن نحول الموارد المتاحة لنا إلى الأشياء التي نحتاج إليها، وذلك يتطلب عنصر المعرفة، وهناك العديد من التغيرات والنشاطات فى اقتصاد المعرفة بدءًا من عولمة التجارة والمال إلى ظهور الاندماجات بين المنشآت العملاقة وظهور الشركات متعددة الجنسيات، ويثير الموضوع إشكاليات متعددة ترتبط بإشكالية أساسية وهى إلى أى مدى تكمن أهمية اقتصاد المعرفة فى تحقيق التنمية الاقتصادية؟ وما هى مبررات التحول له؟ وكيف يكون التحول لاقتصاد المعرفة؟ وهل يعنى ذلك أن القواعد الاقتصادية التقليدية انتهت إلى غير رجعه؟، وفى منهج البحث اعتُمٍد على المنهج التحليلي المقارون والاستقرائي الإحصائي؛ لاستعراض أدبيات ومفاهيم الدراسة وهذا بالاعتماد على عدد من المراجع العلمية؛ وقد توصلنا لمجموعة من النتائج من أهمها أن الاقتصاد المعرفي ليس اقتصادًا موازيًا أو بديلًا للاقتصاد التقليدي بل هو صيغته الحديثة ومستقبله القريب المحتوم، فالتجارة الإلكترونية ستكون أسلوب التجارة الأول فى المستقبل والنقود الورقية ستختفى لصالح النقود الإلكترونية والرقمية.
Knowledge is the essential characteristic of human society, through which profound changes have taken place in almost every aspect of life. Knowledge is one of the important gains of both the economy and society. In this new emerging economy, it has become the main engine of economic competition. Productivity and demand for new technologies and ideas to keep abreast of revolutionary changes in all markets and sectors.
The concept of knowledge-based economy was born with the increasing role of knowledge production, distribution and use in the performance of institutions and economies. It is not only the amount of knowledge that is constantly changing and intensifying, but also the relationships between factors in the dynamics of creating, exploiting and disseminating knowledge. It is clear that the idea that knowledge plays a pivotal role in the economy is not new. However, the ways in which knowledge is produced and disseminated evolve over time, and there are many arguments for changing the quantitative and qualitative nature of the relationship between knowledge and economic development. At the enterprise level, it is increasingly apparent that competitive advantage lies primarily in the skills of their human resources, their ability to acquire an educational organization, and the knowledge and skills dynamics that presuppose sharing knowledge. The aim of this study is to shed light on the concept of knowledge economy
The knowledge economy is a modern global trend that is being sought by countries and societies by taking advantage of the information of the age, the transformation from the economy of industries to the information economy, from the production of goods to the production of
Information, the creation of a digital economy with the backbone of communication and information networks,