من خلال هذه الورقة البحثية سنحاول إبراز مدى أهمية مادة التربية الإسلامية كمادة مهمة من العلوم الإسلامية ككل،ودورها في تكوين شخصية الطلاب للتحلي بروح ومبادئ الإسلام وغرس القيم النبيلة والأخلاق الحميدة في نفوسهم، وكيف أن المربي هو العنصر الأساسي الذي يقوم على إنجاح وتحقيق ذلك، وكيف أن الأمر يتطلب ربط النظري بالتطبيق وإسقاط القول على العمل لتشكيل منظومة أخلاقية إسلامية متميزة عن باقي المنظومات الأخلاقية الغربية، التي تفتقر إلى تلك القيم الروحية التي تغرس لدى الإنسان.  واقتصرنا على التعليم الثانوي بالجزائر لما يروج مؤخرا في أوساط وزارة التربية والتعليم بالجزائر، باحتمال إلغاء هذه المادة من المقررات الدراسية أو حذفها من برنامج الامتحانات والمسابقات؛ مما شكل فوضى وتوترا بين نخب المجتمع الجزائري من أساتذة ومربين وعلماء وحتى بعض السياسيين من الغيورين على هذا الدين، وقد أرجع بعضهم الدافع إلى اتخاذ مثل هذه القرارات له أبعادا سياسية، ومن يرى أنه داخل في إطار التخطيط الأجنبي للقضاء على مقومات هذه الأمة، ومحاولة محو شخصيتها باستبدال مناهج تربوية تعليمية جديدة غربية لا تمت للإسلام بصلة .  وقد اتبعنا في هذه الدراسة المنهج الوصفي التقويمي، الذي يصف الظاهرة كما هي في الواقع التربوي، من خلال جمع البيانات المتصلة بها، ومن ثم تنظيمها وتحليلها، بهدف استخدامها للإجابة عن أسئلة الدراسة، والتوصل إلى توصيات ومقترحات يمكن أن تسهم في تطوير واقع تدريس مادة التربية الإسلامية وإسهامها في تقويم سلوك المتمدرسين.