هذا البحث عنوانه: (النهي عن ما يسوء النفس البشرية في نظم سورة الحجرات المدنية "السخرية، اللمز، التنابز"). وقد عُنِيَ بدراسة ظاهرة مجتمعية، في صورة خلل نفسي، وسلوك غير آدمي، طُرِحَ على ساحة المجتمع الإسلامي، الأمر الذي استدعى المواجهة الإلهية، والمعالجة الربانية؛ حفاظًا على سياج المجتمع ووحدته، وقد تمثل ذلك الخلل في أفعال (السخرية، واللمز، والتنابز). وقد عمدت فيه الكشف عن رسالة المفردات محل النهي؛ انطلاقًا من تحليلها في ضوء لغتها، والإفادة من ثراء استعمالات لسانها، مع اعتماد مبدا التوسع في معناها بتوظيف دلالتها، وتفعيل ثرائها المعنوي، وإعطائها حقها المتسق لسعة مساحتها التعبيرية، والذي آل إلى الكشف عن حقيقتها، وارتسام صورها، وإعلان أسبابها، وتقديم العلاج الناجع إزاءها، وكلُّ ذلك بأسلوبٍ معجزٍ، ضمن بناءٍ محكمٍ ببيانٍ عربيٍّ مفرَّدٍ، يتقرَّر في ضوء دراسة عناصره، والوقوف على رسائل لبناته، سموُ النظم البيانيِّ، ويتأكد في ظله حيثيات الإعجاز القرآنيِّ! وقد انتظم البحث في: مقدمةٍ، وتمهيد، وتوطئة، وثلاثة مباحث، وخاتمة. واتبعتُ فيه المنهج التحليلي بنمطٍ موضوعيٍّ. ومن نتائجه: أولًا: تقرير أولويات الباحث في النظم القرآني، وارتسام آليته ممثلةً في بحثه عن أوجه الإعجاز الكامنة في ثناياه، والبحث في أعماق لبناته، واستخراج ما فيها من معانٍ وافرةٍ، واستخلاص ما انفردت به من دلالاتٍ صادقةٍ، وإظهار ما حملته في أعماقها من بديع الإشارات وعظيم الإيحاءات، واستنباط ما في مطاويها من الفوائد والحكم والأسرار؛ ليقف على إبداع النظم، وإحكام النسج. ثانيًا: إثبات إعجاز المفردة القرآنية في نظمها، واستجلاء أوجه تمكنها في مقامها، في ضوء خصائصها العربية، وظلال سعة مساحتها التعبيرية، وثراء منظومتها الدلالية. ثالثًا: تسجيل أن السبيل إلى تفسير كلام الله ´ هو العلم بلغة وحيه، والتعرف على خصائص لسان تنزيله. رابعًا: تأكيد وجوب التسلح باللغة العربية، وفهم مفاتحها لكل مَنْ أراد التشرف بولوج ساحة النظم القرآني؛ ليَتَسَنَّى له دراسة فرائده، ويتعرف على حقائقها، ويفهم من خلالها رسائلها البيانية، ويقف على وظائفها المقامية، ويستجلي وجوه إعجازها السنية. خامسًا: التعرف على أحد أوجه إعجاز القرآن الكريم، ألا وهو الإعجاز النفسي ممثلًا في صدق المفردة على حدثٍ له أسبابه النفسية الدافعة، ونحاجها في مواجهته اعتمادًا على مواجهة نفسية الجاني، وعلاج نفسية المجني عليه. سادسًا: الإعراب عن مظاهر الرحمة الإلهية، وبديع العناية الربانية، مصورةً في تصحيح ما طرأ على المجتمع الإسلامي من قبائح أخلاقية، وسلوكيات غير حضارية، تتنافى مع جليل دوره الإرشادي، وبليغ مقامه الدعوي المنوط به على المستوى البشري، وذلك بأسلوب معجزٍ يناسب مع كل زمكانٍ باتساعه وشموله لكل ما يصدر من قبائح عن أفراد الإنسان. ومن توصياته: تناول الموضوعات القرآنية في إطار سبب النزول، وبيان أوجه المعالجة القرآنية لها، والإفادة منها في واقعنا المعاصر، خلوصًا إلى إثبات صلاحية القرآن لكل زمكان. وكلماته المفتاحيَّة: (النهي، يسوء، النفس، الحجرات).