فلسفة الأخلاق عند الملحدين الجدد
"دراسة نقدية"
أحمد جمال أحمد إسماعيل
قسم أصول الدين، عقيدة وفلسفة، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين، جامعة الأزهر، القاهرة، مصر.
البريد الإلكتروني: ahmedismail.4@azhar.edu.eg
الملخص:
 هدفت الدراسة إلى نقد التصور الإلحادي المتعلق بالمسألة الأخلاقية، وترسيخ القيم الأخلاقية الدينية وتثبيتها؛ تقويمًا لسلوك الإنسان وتعديلًا لمساره، بحيث يعود إلى الطريق السوي الذي رسمه الدين الإسلامي، وتم استخدام المنهج النقدي في معالجة هذه المسألة، وسبر أغوار قضاياها ومسائلها، ومن أهم نتائجها:ـ أظهر الملحدون الجدد عجزًا حقيقيًّا عن الإجابة على السؤال الوجودي للأخلاق رغم كثرة محاولاتهم، وتعرضوا لوابل من السخرية وسيل من الازدراء؛ نتيجة للأسلوب الوقح المتدني الذي جعل أقرانهم يصفونهم بأنهم سفسطائيون مزيفون للحقائق.  ـ تكمن خطورة النظرية الإلحادية الجديدة في اعتقادها بأمرين: الأول: هو أن الإله وهم، والثاني: هو أن العلم وحده قادر على الإجابة على الأسئلة الأخلاقية. وبناء على هذين الأمرين آلت الأخلاق عندهم إلى مجرد وقائع علمية تمليها عليها القوانين الطبيعية، أو الحتميات العضوية أو الاجتماعية، على الرغم من استحالة تقديم رؤية فلسفية للجانب الأخلاقي تحت مظلة هذه الرؤية المادية؛ إذ البحث في هذا الجانب ميتافيزيقي بحت متجاوز الإطار المادي بما فيه، لا دخل فيه للإنسان أو لعلوم الإنسان؛ لذلك باءت المحاولة الإلحادية في تأسيس الأخلاق الموضوعية المطلقة بالفشل الذريع. ـ حُصرت الأخلاق عند هؤلاء الملاحدة في تحقيق اللذات وإشباع النزوات بدون تفرقة بين رغبات الأفراد أو الجماعات؛ فأنتجت لنا إنسانًا قلقًا متشائمًا آمن بإنكار كل شيء من أجل لا شيء.