يعتبر قطاع الزراعة في مصر هو أساس التنمية وتحقيق الرفاهية الاقتصادية بها، وتعتبر التجارة الخارجية الزراعية خير دليل على مدى قوة هذا القطاع الاقتصادى الهام. هذا وتتمتع الزراعة بإمكانيات استثنائية لزيادة التجارة بين البلدان الأفريقية، وتلبية الطلب المحلي، وتسريع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين الشمولية بسبب الروابط بين المنبع والمصب، مما يزيد من القيمة المضافة ويلبي الطلب المحلي الجديد ويدخل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة المسئولين عن 80٪ من إنتاج الغذاء في إفريقيا إلى سلاسل التوريد الأوسع. ومع ذلك، فإن الاستفادة من الروابط القارية المعززة ليست عملية تلقائية، وستكون هناك حاجة إلى استراتيجيات وطنية هادفة لتحقيق أقصى استفادة من أفريقيا المتكاملة. لذلك وجب تقييم الأثر المحتمل لاتفاقيات التجارة الحرة على مصر لتخطيط تلك الاستراتيجيات، ولتعظيم الفائدة من اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية. اعتمدت الدراسة بشكل رئيسى على نموذج الجاذبية لتقييم الآثار المحتملة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية المقترحة على التجارة الزراعية بين مصر والقارة الإفريقية، وبشكل أكثر تحديداً، دراسة الآثار المحتملة للبروتوكول المقترح لتخفيض التعريفة الجمركية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية على تجارة السلع الزراعية بين مصر وإفريقيا. كذلك استخدمت الدراسة منهج المتغيرات الصورية داخل نموذج الجاذبية. تم توظيف البيانات المقطعية (Panel Data) والسلاسل الزمنية خلال الفترة (2000-2021( لمجموعتين من البلدان الإفريقية وهى دول شمال وجنوب شرق إفريقيا، ودول غرب ووسط إفريقيا. تؤكد النتائج أن موقع مصر الجيوسياسى سوف يزيد من فرص تجارة مصر الزراعية فى القارة الإفريقية عند التفعيل الكامل لاتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية. بينت النتائج أن صافي تأثير إنشاء التجارة هو 0.916. كما أظهرت النتائج أنه في إقليم شمال وجنوب شرق إفريقيا، ستؤدي منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية المقترحة إلى زيادة تجارة مصر الزراعية مع هذا الإقليم بنسبة 91%. تظهر نتائج البحث أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية المقترحة سيكون لها تأثير إيجابي من حيث تعزيز التجارة الزراعية بين مصر والبلدان الأفريقية.