يستهدف هذا البحث التعرف على مراحل تعمير أول المساجد الجامعة بمدينة الطائف وأقدمها على الإطلاق[1]، وهو جامع عبدالله بن العباس[2]، الذي يعد الجامع الرئيس، وأحد أسباب نشأة المدينة وتطور عمرانها، ويناقش هذا البحث مجموعة من المحاور من بينها: موقع المسجد عند تأسيسه، والمسميات التي أطلقت عليه من قبل المؤرخين والرحالة الذين زاروا الطائف، تاريخ تطور عمارة المسجد منذ تأسيسه في العصر العباسي وحتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري/19م، التعرف على المراحل التي مر بها مخطط المسجد عبر تاريخه الطويل من خلال الوثائق، والمصادر التاريخية، وكتابات الرحالة، واللوحات الأرشيفية، والخرائط القديمة، وبيان ما كان يضمه المسجد عبر مراحله التاريخية، والتخطيطية المختلفة من وحدات معمارية، ونقوش تأسيسية، توثق لنا ما تم عليه من تعميرات وإضافات مختلفة وأسماء من قاموا بتلك الأعمال، كذلك الإجابة على تساؤل يتعلق بما الذي بُني أولاً: القبة الضريحية أم المسجد؟ وأي منهما أُلحق بالآخر؟ وغير ذلك من الأمور.
على الرغم من أن المسجد يحمل اسم عبدالله بن العباس رضي الله عنهما وبه قبره فى السابق إلا أن الفترة الزمنية بين وفاته وبين بناء المسجد تُقدر بحوالي خمسة قرون تقريباً، فقد كانت وفاة عبدالله بن العباس رضي الله عنهما فى سنة (68هـ/687م) وتم إزالة المسجد كلية فى سنة (1378هـ/1958م) بما فيه القبر والقبة التى كانت تعلوه وأعيد بناؤه من جديد بدون القبة.