يتناول هذا البحث موطن الإنسان في مدينة الخليل مع التركيز على أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث شهدت هذه الفترة تغيرات في النسيج الاجتماعي انعكست على سكن الإنسان. تقدم الدراسة فهماً واضحاً للمساكن التقليدية في الخليل، حيث كان ظهور البيت المركزي جزءًا من هذا التغيير؛ وكان هذا النمط منتشرا في الأحياء المنشأة حديثًا في العديد من البلدات الفلسطينية، حيث تشكل الانماط التي تم رصدها خارج حدود المدينة القديمة تصميما معماريا مختلفا مقارنة بمساكن الأسرة الممتدة (حوش) .
تهدف الدراسة الى توسيع نطاق الحماية ليشمل المباني التاريخية المنفردة الممتدة من المدينة القديمة والتي تضم سمات ودلالات استثنائية موجودة في هذه المباني التاريخية حتى يتم حمايتها والحفاظ عليها عن طريق وضع رؤية لمنظومة تنموية بعد اعادة استخدام المباني القديمة، وتتمحور المشكلة الأساسية فى الدراسة حول التهديد المستمر للمباني التاريخية التي تقع على الطرق التجارية في مركز المدينة، وما تشهدة المدينة من نمو وتوسع عمراني وحضري ادى الى استبدال هذه المباني بمجمعات تجارية ضخمة لارتفاع القيمة الشرائية للارض من جهه، ومن جهة اخرى توسعة الشوارع الرئيسية وسوء التخطيط الذي لم يراعي القيم التاريخية والجمالية والاجتماعية لهذه القصور والتي كانت ولا زالت ترمز الى مهنة التجارة التي اشتهرت بها الخليل.
أكدت الدراسة علي أهمية الحفاظ على هذه المباني التاريخية من خلال توثيقها واعادة تشغيلها وتوعية المجتمع المحلي باهميتها. بالاضافة الى إشراك السكان والمجتمع المحلي في عملية الحفاظ عليها بإعتبارهم شريك إستراتيجي في عملية تفسير وتقديم هذه المباني. وفي النهاية تم وضع مقترحات لإعادة إحياء هذه المباني وتشغيلها بعد ترميميها