تميل المرأة إلى التزيُّن والتجمُّل أكثر مِن الرجل، ومِن أهمِّ الأسباب التي جعلت المرأة تهتم بالزِّينة مَيْلُها الفطريُّ لذلك، ورغبتُها الكبيرةُ في إظهار جمالها؛ فقد دفَعَها ذلك إلى الاهتمام والبحث عن وسائل وأدوات الزِّينة المختلفة حسب إمكاناتها الماديَّة ومكانتها الاجتماعيَّة، ومعرفتها للأساليب المُتعارَف عليها بين النساء في زمنها، فهي لا تتجمَّل وتتزيَّن لزوجها فقط، بل تتجمَّل أيضًا أمام النساء الأخريات في الأعياد والمناسبات المختلفة والأعراس ومن هذه الزينة العطور، ولقد أدرَك الإنسانُ منذ القِدَم جمال العُطور، وما تبعثُه في النفس مِن البهجة والسرور؛ فبذلوا الجهدَ والمالَ للحصول عليها، وصنَعوا أنواعًا مختلفة منها، وتعتبر العُطور بأنواعها المختلفة مِن مُكمِّلات الزِّينة عند المرأة التي كانت مُستخدَمةً منذ الجاهلية وعبر العصور الإسلاميَّة المختلفة، يتناول البحث دراسة حضارية لعطور المرأة وصناعتها في البحرين وعمان خلال العصر العباسي، فقد اهتمت المرأة بزينتها مُنذ القِدم، واستمر اهتمامُها عبر العُصور المختلفة، ومِن ثَم سَيُبيِّن البحث أنواع العُطور، وعطور المرأة المُستعمَلة في البحرين وعمان واستخداماتها، وكذلك الأدوات والآلات المُستَخْدَمة خلال هذه الصِّناعة، وطرق صناعة العطور، بالإضافة إلى كيفية استخراج العُطور ذات الأصل النباتي والحيواني، وِصناعة العُطور المركبة، وأهم المراكز التي عَمِلَتْ على صِناعتها.