الحمد لله الذي جعل العلم مصباحا يُنيرُ دُورب الحياة ويُخرج الإنسان من حصون الجهل والظلام، وأصلي وأسلم علي معلم البشرية سيدنا محمد r وبعد:
      فإن الفتوى أمرها عظيم وخطرها جسيم؛ لأنها بيان لشرع رب العالمين، والـمُفتي يوقّع عن الله تعالى في حُكمه، ويقتدي برسول الله r في بيان أحكام الشريعة.
      ويتجلي دور الفتوي وأهميتها حيث لا غني للناس عن الاستفتاء فيما يهمهم في أمور دينهم وصلاح دنياهم، فالناس بحاجة ماسة إلي من يبين لهم الفتوي الصحيحة بضوابطها وشروطها ومناسبتها لأحوالهم في كل زمان ومكان.
فكان هذا البحث بعنوان:(الضوابط الواجب مراعاتها في المفتي والفتوي).
وهو بحث يهتم بمعرفة الضوابط الأخلاقية في حق المفتي، والضوابط المتعلقة بالفتوي، حتي تقع مناسبة لواقع المستفتي مؤتية ثمارها، صحيحة أركانها، وقد قسمته إلي مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث: المبحث الأول: الضوابط الأخلاقية الواجب مراعاتها عند المفتي، المبحث الثاني: الضوابط الواجب مراعاتها قبل الفتوي، المبحث الثالث: الضوابط الواجب مراعاتها أثناء الفتوي، ثم ختمته ببعض النتائج التي توصلت إليها.