الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الحق، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن علم المقاصد الشرعية الإسلامية من أهم العلوم وأفضلها، وهو أولى ما انصرفت إليه همم الباحثين قديما وحديثاً،
فإن الحاجة المجتهد والمفتي والقاضي إلى هذا العلم ماسة، ولذلك وجب على العلماء والمتعلمين الإحاطة بهذا العلم ومعرفته، وامتلاك أدواته وآلياته وضوابطه، بغية تطبيقه بوجه حس، وبكيفية مرضية، تجلب للناس مصالحهم الحقيقية والشرعية، وتدرأ عنهم الفساد والهلاك، لاسيما في هذه الفترة الزمنية التي يحتاج فيها المجتمع المسلم على وجه الخصوص إلى كشف الستار عن محاسن الشريعة الإسلامية وفضائلها التي كانت ولا زالت وستظل هي الشريعة الباقية الخالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وليس أدل على مكانة هذا العلم ( المقاصد الشرعية) من انكباب الباحثين عليه بالدرس والبحث والتأليف.
ومن هذا المنطلق عزمت على كتابة مقدمة يسيرة في علم المقاصد أتناول فيها التعريف بمقاصد الشريعة وأقسامها، وبيان المقصد العام من التشريع ابتداءً، ثم أختم ذلك بإيجاز القول عن طرق إثبات المقاصد الشرعية.
وهذا البحث المتواضع الموجز إنما هو نواة وتمهيد لما سيأتي بعده إن شاء الله في بابه، سائلاً الله تبارك وتعالى أن ينفع به. وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.