تعتبر قضية السلم والأمن فى افريقيا من أهم القضايا التى طرحت فى القارة السمراء ، وذلك من اجل العمل على حل النزاعات والصراعات بين بعض أو داخل الدول الأفريقية من اجل النضال ضد الأنظمة العنصرية والإستعمارية المنتهكة لحقوق الإنسان والشعوب الأفريقية، وقد تعددت اسبابها بين نزاعات عرقية ونزاعات دينية إضافة إلى الحروب الأهلية حيث حصدت هذه الحروب الآلاف من الضحايا
بالرغم من هذه الصعوبات سعت دول القارة إلى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا فى 25 مايو 1963 ، بمشاركة ثلاثون دولة ، حيث حاولت المنظمة حل مشاكل القارة والتى تهدف إلى تحرير القارة نهائياً من الاستعمار الأوروبى والقضاء على التخلف الاقتصادى وتوطيد دعائم التضامن الأفريقى
حاولت منظمة الوحدة الأفريقية ، منذ نشأتها ، حل مشاكل القارة ، الإقليمية والعالمية ، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، غير أن رياح التغيير التى عصفت بالعالم ، خلال العقد الأخير من القرن العشرين ، لم تساعدها فى تحقيق أهدافها ، لإنهيار الإتحاد السوفييتى ، وتغير شكل النظام العالمى من ثنائي القطبية إلى أحادى القطبية ، مما أدى إلى سيطرة القطب الواحد ( امريكا ) على العالم ، أيضاً التقدم التكنولوجى الرهيب ، الذى تجسد فى تطور وسائل الاتصالات والمعلومات ، والمفاهيم المترتبة على ما سمى " ظاهرة العولمة " ، التى الغت الحدود ، وقضت على مقومات القرون الماضية ، وجسدت ثقافة الغرب القائمة على عنصرى القوة والمصلحة ، كل ذلك جعل دول العالم الثالث نهباً لتلك القوى ، التى لم يعرف العالم مثيلاً لحدتها وتأثيرها ، وأصبحت أفريقيا القارة ذات الإمكانيات الهائلة ، مسرحاً للقوى الغربية للسيطرة على شعوبها وثرواتها