إن الاهتمام بتنمية الأمن النفسي لدى الأطفال بشكل عام، والأيتام بشكل خاص له مايبرره فهم أمل الأمة وحملة لواء المستقبل، ومن المؤكد أن إحساس الطفل بالأمن يبعث بداخله السعادة والطمأنينة، ويحفزه على النشاط، ويقلل من إحساسه بالضغوط أوالتوتر أو الخوف أوالقلق، ويؤدي إلى شعوره بالتوازن النفسي وهو ما يقابله على المستوى الصحي كفاءة أعلى وأداء أفضل.
ولا شك أن الأطفال الفاقدين لوجود الوالدين بجانبهم والفاقدين لحنانهم ولرعايتهم هم الأكثر إحتياجاً إلى الإحساس بالأمن النفسي، ومن ثم الرضا عن حياتهم والإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم لقسمته ولما يكتبه ويقدره لعباده، وبالتالي تحدث لهم حالة من التصالح والتوافق مع كل ما يحيط بهم سواء أشخاصاً أو أشياء.
ويعتبرالاهتمام بسيكولوجية اليتيم وما يعانيه نفسياً نتيجة فقد الوالدين أمرإنساني يحتاج إليه المجتمع وتحثنا عليه الأديان، مما جعل الباحثة تفكر في استخدام برنامج علاجي لتنمية الشعور بالأمن النفسي لديهم، واقترحت الباحثة برنامج إرشادي قائم على العلاج العقلاني الإنفعالي السلوكي وهو خاص بالتكوين الوجداني والنفسي والفكري لليتيم يجعله يتعلم كيف يفكرويُعمل عقله ويرسخ لديه قيم وأفكار سليمة بدلاً من أي أفكار خاطئة أو معارف مشوهه والتي بدورها تؤثر على مشاعره وإنفعالاته بشكل صحيح ممايؤدي لتحسين سلوكه، ويجعله لايتأثر بهذا الفقد ولا يشعر بالخوف بل ويشعر بالأمن النفسي، وتتمثل حاجات الأيتام في أمور نفسية خاصة لأنهم أكثر من غيرهم تأثراً بالمحيطين بهم بعد فقدهم آبائهم فلديهم الحاجة إلى المحبة والحنان- الحاجة إلى التعلق والتبعية- الحاجة إلى المواساة - الحاجة إلى الضبط والسيطرة - الحاجة إلى التأكيد – الحاجة إلى المداراه – الحاجة إلى إيجاد معنى – الحاجة إلى الرضا النفسي