أظهر البحث أن النجاح في تطبيق إدارة الموارد البشرية الخضراء يتطلب تعاونًا شاملاً بين كافة الإدارات داخل المؤسسة، وعلى رأسها الإدارة العليا. فعندما تتبنى القيادة العليا ممارسات الاستدامة البيئية، فإنها تضع نموذجًا يحتذى به لجميع الموظفين، مما يعزز التزامهم بتطبيق هذه المبادئ. وعلاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك استراتيجيات تحفيزية فعالة لزيادة المشاركة الفعالة من الموظفين في الأنشطة البيئية، سواء من خلال تقديم حوافز مادية أو معنوية تشجعهم على اتخاذ قرارات صديقة للبيئة في بيئة العمل.

ومع أن هناك تحديات قد تواجه تطبيق ممارسات الموارد البشرية الخضراء، مثل التكلفة العالية لتنفيذ بعض التقنيات البيئية أو مقاومة التغيير من قبل بعض الموظفين، فإن الفوائد التي يمكن تحقيقها تفوق بكثير هذه التحديات. فمن خلال التعليم المستمر والتدريب على قضايا البيئة، يمكن تخفيف هذه المقاومة وزيادة الوعي البيئي داخل المؤسسة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تطبيق التكنولوجيا الخضراء في بيئة العمل أداة قوية تساعد في تقليل التكاليف التشغيلية وتحقيق كفاءة أفضل في استخدام الموارد.

إن تنفيذ استراتيجيات الموارد البشرية الخضراء يشمل أيضًا مراقبة وتقييم الأداء البيئي للمؤسسة بشكل دوري. يجب أن تضع الشركات أنظمة متكاملة لرصد استهلاك الموارد البيئية مثل الطاقة والمياه والمواد الخام، وأن تقوم بتحليل الأداء البيئي بشكل منتظم لتحديد الفرص الممكنة للتحسين. وهذا يشمل أيضًا تطوير سياسات تشجع على تقليل النفايات وتحسين عملية إعادة التدوير داخل المنشآت.
كما أن تبني ممارسات الموارد البشرية الخضراء يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المدى البعيد على المجتمع ككل. من خلال تقليل تأثير الشركات على البيئة، يمكن تحقيق تأثير إيجابي على مجتمعات الموظفين والعائلات والعملاء.