استهدفت هذه الدراسة البحث في العلاقة بين متغيري نمط النشاط وإدراك الدعم الاجتماعي عبر موقعي الفيسبوك والانستجرام وبين السلامة النفسية للمستخدم. فمن خلال دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي موقعي الفيسبوك والانستجرام أو أحدهما، تبين وجود علاقة إيجابية تعكس أهمية هذه المواقع في حياة الشباب المصري. فلم تعد هذه المواقع وسائل مواقع ضاغطة على المستخدمين بسبب ما يترتب على متابعتها من المقارنات الاجتماعية والقلق والاكتئاب، بل أصبحت مصادراً للبحث عن الدعم الاجتماعي والشعور بالقبول والتقدير وما يترتب عليه من تحسين للسلامة النفسية. ولا يمكن إغفال الآثار السلبية لهذه المواقع إلا أنه يمكن القول إن الوعي بهذه المواقع والوعي بإمكانياتها وما يمكن أن تحققه من دعم اجتماعي كان له أكبر الأثر في تحسين السلامة النفسية. كما أن الوعي يجعل المستخدم لا يتأثر بما يراه والذي قد يسبب له إحباط أو اكتئاب بل يجعله قادراً على البحث عن مميزات هذه المواقع التي تساعده على تحقيق السلامة النفسية والبعد عن كل ما يجلب له الضرر والمعاناة. وقد يشكل ذلك تطوراً في علاقة المستخدم بهذه المواقع فلديه من الوعي والقدرة على تحقيق الاستفادة الكبرى لتحسين صحته النفسية وتحسين حياته بشكل عام.

استندت هذه الدراسة على نموذج الاستخدامات المتعددة لمواقع التواصل الاجتماعي والذي ينطوي على عدد من المتغيرات التي تؤثر على تحقيق السلامة النفسية لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وقد قامت هذه الدراسة باختبار متغيرين فقط على عينة من الشباب المصري. لذا يمكن للدراسات القادمة في مجال السلامة النفسية ومواقع التواصل الاجتماعي البحث في المتغيرات الأخرى التي ذكرها النموذج وهي: دوافع الاستخدام ومدى قوة العلاقات.