فى إطار الصراع البريطانى الفرنسى فى أوروبا، جاءت حملة فرنسية فى أواخر القرن الثامن عشر الميلادى بقيادة نابليون بونابرت لاحتلال مصر، بهدف قطع الطريق بين بريطانيا ومستعمراتها فى الهند، وتكوين إمبراطورية فرنسية فى الشرق تكون مصر قاعدتها.
ولقد قامت القوى الشعبية المصرية بدور كبير فى التصدى للحملة الفرنسية منذ أن وطئت أقدامها أرض مصر، وتصدى لها أهالى الإسكندرية ببسالة كبيرة، وكذلك قام أهالى القاهرة بثورتين كبيرتين كبَّدوا الحملة خسائر فادحة، وعندما انتقلت الحملة إلى الأقاليم المصرية سواء فى الوجه البحرى أو الوجه القبلى تصدت لها جميع طوائف وفئات المجتمع المصرى من التجار والأعيان والحرفيين والمشايخ والطلاب والرجال والنساء، وكذلك الصيادون والعربان، مما أجبروا الحملة الفرنسية على الرحيل عن مصر بعد نحو ثلاث سنوات فقط ، وهى تُعد أقصر فترة احتلال نتيجة للمقاومة الباسلة للقوى الشعبية المصرية، التى يمكن أن نطلق عليها المجتمع المدنى وهى طوائف وفئات غير حكومية.
وقد تم تناول الدراسة من خلال، الإطار المفاهيمى للمجتمع المدنى، والشخصية المصرية وأهم سماتها، كما تم عرض لصور المقاومة للحملة الفرنسية فى الإسكندرية والقاهرة والأقاليم المصرية سواء فى الوجه البحرى أو القبلى.
وهدفت الدراسة إلى إبراز الدور البطولى للمصريين البسطاء العُزَّل الذين تصدوا للحملة الفرنسية وأجبروها على الانسحاب رغم استخدامها أحدث أسلحة العصر آنذاك.