تمحورت أبرز محددات هذه الدراسة حول الأهداف الإيرانية لتطوير العلاقات مع بكين، والتي اتضحت على الجانب السياسي في الرغبة بتعزيز استراتيجية المواجهة مع واشنطن ووجود اتجاه داخلي في إيران محفز على السعي في هذا المسار، بالتوازى مع التنسيق مع الصين في مناطق الصراعات المختلفة. وفيما يتعلق بالبعد الأمني العسكري، فترغب إيران في إرساء مزيد من الاستقرار في منطقة غرب أسيا، والحصول على التكنولوجيا العسكرية الصينية المتقدمة. أما على الصعيد الاقتصادي فتستهدف إيران تخطى العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها، وتعزيز دورها في مبادرة "الحزام والطريق"، ورفع معدل التبادل التجاري مع بكين.
وبالنسبة للتأثيرات التي أحدثتها تطور العلاقات بين الصين وإيران، فاتضحت بالمجال السياسي في إحداث انفراجه في أزمات دول المنطقة العربية، والحد من دور واشنطن بالتوازى مع صعود الدور الصيني. وفي المجال العسكري، اقتحمت الصين سوق السلاح بالمنطقة، ووسعت من دورها في مجال الأمن غير التقليدي ومواجهة القرصنة وتعزيز الأمن البحري. وعلى الجانب الاقتصادي زاد معدل التبادل التجاري بين الصين والدول العربية، وصاحب ذلك الدخول في شراكات اقتصادية جديدة. وانتهت الدراسة بتقديم بعض المقترحات الهادفة للحد من التداعيات السلبية المرتبطة بتطور العلاقات بين طهران وبكين على المنطقة العربية.