فى إطار بحث الدول الدائم للخروج من وضعها القائم إلى وضع أفضل حالاً، خاصة فى مجال التنمية بأبعادها المختلفة، يتم البحث عن أداة لتحقيق نهضتها, وهو الأمر الذى يُمثِّل حلاً عمليًا للخروج من المأزق التنموى لعديد من دول العالم خاصة الدول العربية، ويتمثل فيما يتصل بموضوعنا فى ( التكامل )، سواء من خلال تكتلات أو تجمعات إقليمية يكون لها أهداف عِدَّة تسعى لتحقيقها، تتلاءم مع المصلحة القومية للدول المكوِّنة لها التى تتمثّل بصورة أساسية فى تعظيم مصالحها.
ومن الأهمية إلقاء الضوء عليها من خلال مقارنة واجبة مع رابطة الآسيان التى تم اختيارها للمقارنة بجامعة الدول العربية لأسباب عِدَّة، أبرزها أن كلاً منها ظهر فى فترة زمنية متقاربة وهى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, كما تشاركت المنظمتان فى الظروف الداخلية المتشابهة والتقارب الجغرافى, وتوفر عديد من المؤشرات المطلوبة لتحقيق تكامل إقليمى ناجح, وعلى الرغم من هذا استطاعت الآسيان تحقيق معدلات عالية من التكامل الإقليمى, بينما أخفقت الجامعة العربية فى تحقيق هذا, وهو الأمر الذى تسعى الدراسة للتعرف على أسبابه فى محاولة لاستخلاص دروس مستفادة للدول العربية تُعدُّ بمنزلة مقترحات عملية قابلة للتنفيذ.