آثار البيان الثلاثى الذى صدر عن كل من الصين والمملكة العربية السعودية وإيران والذى ينص على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما خلال مدة أقصاها شهران، على أن يتم ذلك فى إطار احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية- الكثير من ردود الفعل الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بتأثيره على المنطقة العربية.
لكن اللافت للانتباه فى هذا الإطار، أن الاتفاق ذاته لم يكن مفاجأة، على خلفية المحادثات التى كانت قائمة بين الرياض وطهران بوساطة عراقية منذ فترة ليست بالقصيرة، بينما التوقيت والوسيط كانا كذلك. ولكن يمكن فهم الوساطة الصينية بين المملكة العربية السعودية وإيران فى إطار الدور العالمى الذى بدأت الصين أخيرًا فى الاضطلاع به، ولاسيما فى ظل تراجع  النفوذ الأمريكى فى المنطقة بعد خروج واشنطن من أفغانستان والعراق، ناهيك عن المنافع التى قد يوفرها الاتفاق  للطرفين السعودى والإيرانى، لذلك من الأهمية التعرف على مصالح كل من الصين والمملكة العربية السعودية وإيران من وراء عقد الاتفاق، ودراسة تأثير الاتفاق السعودى – الإيرانى على المنطقة العربية، واستشراف مستقبل المنطقة العربية بعد توقيع الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران.