تختص الدراسات المستقبلية بالمحتمل والممكن والمفضل من المستقبل، بجانب الأحداث قليلة الحدوث أو نادراً ما تحدث لكن ذات التأثيرات الكبيرة التي يمكن أن تصاحب حدوثها، حتى مع الأحداث المتوقعة ذات الاحتماليات العالية، وتعتبر ميدان من ميادين المعرفة يزداد الاهتمام به فى الدول المتقدمة، ويترسخ دوره فى عملية صناعة القرارات سواء على مستوى الدول أم على مستوى المؤسسات المدنية والعسكرية والشركات الكبرى، وقد شهد هذا الميدان –ولم يزل– تطورات متلاحقة فى منهجياته وأساليبه وتطبيقاته حتى صارت له مكانة مرموقة بين سائر ميادين المعرفة ، ولم يعد ثمة حرج فى الإشارة إلى هذا الميدان باعتباره علماً من العلوم الاجتماعية، هو علم المستقبليات.
يقصد بالأزمات المواقف التي تنتج عن التغيرات، والتي تتضمن مقدار كبير من التهديد والخطورة والمفاجأة وضيق الوقت، مما يتطلب من المسئولين استخدام أساليب سريعة ومبتكرة، لتخطي هذه الأزمات والحد من أضرارها، وبالتالي فإن الكوارث والأزمات تحتاج إلى تغيرات سريعة لإعادة التوازن، ومن هنا جاءت أهمية تناول نشأة وتطور علم الدراسات المستقبلية ودراسة ما يمكن أن يقدمه فى مجال التخطيط الاستراتيجى والحد من حدوث الأزمات المستقبلية .