إذا كانت الإحصاء تستخدم بتطبيقاتها المتعددة في العديد من المجالات، فإن هذا يربطها بالأمن، الذي شهد تطورات عديدة، إلى أن تبلور بمختلف أبعاده في التسعينيات، فوفقاً للتعريف الإجرائي للأمن الذي قدمه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، من خلال تقرير التنمية البشرية لعام 1994 في إطار مفهوم الأمن الإنساني، تم تحديد سبعة أنماط من الأمن وفقا لنوع التهديدات، بالإضافة للأمن التقليدي المنوط بمواجهة التهديدات العسكرية، هذه الأنماط هي: الأمن الاقتصادي، الأمن الغذائي، الأمن الصحي، الأمن البيئي، الأمن الشخصي، الأمن المجتمعي، والأمن السياسي.
إن هذه الأبعاد تجسد الأمن القومي، الوظيفة الأساسية للدولة، فالأمن القومي كظاهرة مركبة متعددة الأبعاد تربط في دراستها بين علوم الاجتماع والاقتصاد والعلاقات الدولية ونظم الحكم وغيرها، ويتطلب تحقيق غايات الأمن القومي العليا وأهدافه المرحلية اتخاذ القرارات الاستراتيجية وغيرها. ويظهر الدور الحاسم الذي تلعبه البيانات والإحصاءات في عملية صنع القرار، وتعتمد صحة القرارات التي تتخذها الحكومات على مدى صحة إحصاءاتها؛ وذلك لأن البيانات الإحصائية هي من أهم أدوات التخطيط في كل المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، لذلك من الأهمية دراسة وتحليل العلاقة الارتباطية بين الإحصاء والأمن القومي، مع تقديم المقترحات لتطوير استخدام التطبيقات الإحصائية في تنفيذ أهداف الأمن القومي.