تعتبر قناة السويس أطول قناة ملاحية اصطناعية تعمل بدون أهوسة، وتستوعب الأجيال الجديدة من السفن ذات الحمولات الكبيرة، وتعمل على مدار الساعة طوال العام، وهي من أقل الممرات الملاحية في نسبة الحوادث البحرية. وتكتسب قناة السويس مكانتها وأهميتها من مكانة وأهمية موقع مصر المتفرد بعبقرية المكان. كما أن حفر قناة السويس أضاف إلى مصر رصيدا جيوبولوتيكي، أضفي على موقعها أهمية متزايدة.
ومن جهة أخرى، أتاحت عولمة الإنتاج فرصا  لزيادة أهمية قناة السويس- والتي يجب اغتنامها لتعظيم إيراداتها وزيادة تنافسيتها- من تبني نمط جديد يقوم علي تجزئة العملية الإنتاجية، وتوزعها علي عدة مصانع في عدة دول يتخصص كل منها في إنتاج جزء من السلعة ويتم التجميع بالقرب من السوق الأمر الذي تتعاظم معه أهمية الخدمات اللوجستية، من خلال زيادة القيمة المضافة عبر سلاسل الإمداد العالمية، حيث يتم تكرار شحن و تفريغ و تخزين مكونات العملية الإنتاجية.
وتتجلى أهمية قناة السويس للتجارة العالمية في استيعابها لنحو 12% من التجارة العالمية، ونحو 20% من التجارة الدولية للحاويات، فضلا عن البترول،والغاز الطبيعي، والخامات، والحبوب، ونظرا لهذه الأهمية المتزايدة لقناة السويس، فقد ظهر العديد من الطرق المنافسة والبديلة لقناة السويس والتي تشكل تحديا للقناة، بل وللأمن القومي المصري، الأمر الذي يتطلب دراسة تلك الطرق، وكيف يمكن تعزيز قدرة القناة على مواجهة تلك التحديات.