يشهد القرن الحالي اهتماما ملحوظا برعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، واصبح الاهتمام بهم من اهم الدراسات التي تأخذ صدارة في العالم بهدف تنمية قدراتهم العقلية والحركية وتوجيههم حتى لا يكونوا مختلفين عن غيرهم من الأسوياء.
ونظرا لارتباط الأنشطة الحركية بالأنشطة الإدراكية والعمليات العقلية فقد ظهر مصطلح القدرات الإدراكية الحركية والذي يؤكد على الارتباط الوثيق بين الجسم والعقل وهذا ما أشارت إليه العديد من المراجع العلمية المتخصصة، إلى أن احتل مكانة بارزة في مجال تدريب وتأهيل الطفل، حيث أن نمو القدرات الإدراكية الحركية أو القصور بها يؤثر على المهارات الحياتية للطفل.
يتسم الطفل التوحدي بنشأ حركي غير عادى بشكل تصاعدي غير منتظم فقد يلاحظ على بعضهم حركات مفرطة اكثر من الطبيعي، بينما قد يلاحظ علي البعض منهم الخمول أو الجمود الحركي وعدم الرغبة في أي نشاط حركي إلى جانب أن معظم حركاتهم غير هادفة وغير معتادة ويعد النشاط الحركي وسيلة هامة لتنمية القدرات الإدراكية الحركية والاتزان القوامى للأطفال حيث يؤكد جالهيو Gallhue على أهمية دور ممارسة الأنشطة الحركية في تحسين وتطوير مستوى القدرات الإدراكية الحركية عند الأطفال كما انه يعمل كوسيله لتنمية الاتزان القوامي.
وفى ضوء ما سبق ترى الباحثة ضرورة الاهتمام بالتدريب على مهارات القدرات الإدراكية الحركية للطفل التوحدي.
ومن خلال عمل الباحثة في مجال التأهيل الحركي لذوى الاحتياجات الخاصة وتكملة لرسالة الماجستير الخاصة بالباحثة والتي كانت بعنوان (تأثير برنامج تأهيلي حركي لتنمية بعض المهارات والقدرات الحركية لأطفال التوحد من (4-6) سنوات القابلين للتعلم) وتعرضها لهذه المشكلة بالفعل خلال عملها مع احدى الحالات وأجراء دراسة حالة وتطبيق بعض الاختبارات ووضع برنامج خاص لها، لوحظ حدوث تقدم وتطور الاتزان القوامى للحالة عند تطبيق الاختبارات البعدية، ومن خلال الاطلاع على الدراسات السابقة والمراجع العلمية وسؤال الخبراء وأخصائي التأهيل والعلاج الطبيعي لم تجد الباحثة - وفى حدود علمها – أبحاث تطرقت إلى موضوع الدراسة مما دعا الباحثة لإجراء دراسة بعنوان" برنامج تأهيلي مقترح داخل وخارج الماء لتحسين مستوى الاتزان القوامى لدى أطفال التوحد من (6-9) سنوات