تتمتع المنطقة العربية بمميزات تؤهلها للمشاركه فى سلاسل القيمة العالمية لاسيما قربها من مراكز الإنتاج العالمية فى أوروبا وآسيا وموقعها الجيواستراتيجى عند تقاطع طرق التجارة العالمية ، فضلاً عن تنوع قدراتها وثرواتها الطبيعة والمواد الخام والقوة البشرية والسوق الكبير وغيرها من الميزات الدافعة لتحسين مشاركتها ووضع موطئ قوى لها ضمن سلاسل القيمة العالمية المضافه ، إلا أن الواقع يظهر أن المشاركة العربية لا زالت بعيدة عن المرجو منها خاصةً فى ظل القيود المعلومة مثل ضعف البنية التحتية والتكنولوجية وموثوقية وسائط النقل والتنافس الإقليمى ، أو وجود بؤئر للتوتر كالنزاع السورى وآثرة على التجارة واللوجستيات بين دول (سوريا ولبنان ،الأردن ،مجلس التعاون الخليجى) ، والحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها على التجارة العالمية بمنطقة البحر الأحمر ؛ فضلاً عن الإختلالات الهيكلية في البنية الداخلية لمجتمعات الدول المتشاطئة لمنطقة البحر الأحمر وبخاصة (الصومال – اليمن – السودان – جيبوتى -إريتريا -اثيوبيا- فلسطين المحتلة).
ولما كان أساس بحثنا هو مساهمة خدمات النقل فى إنضمام مجموعة معينة من الدول العربية ضمن سلاسل القيمة العالمية وطرح رؤية إستراتيجية خاصه بالتجارة فى القيمة المضافة أساسها حصة خدمات النقل والتخزين كداعمة للصادرات بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة (البرى ، البحرى ، الجوى) مع تعزيز الأنشطة والمهام الداعمة للنقل مثل (المرافئ ،المونئ ،المحطات،الشبكات ،الأهوسة ، الطرق ،الجسور ،الأنفاق ،نظم مراقبة الملاحة ، القطر والتحويل والرسو ، ومناولة وعمليات الشحن)
، ومن هذا المنطلق نسعى فى هذا البحث لمناقشة المشاركة العربية فى سلاسل القيمة العالمية وتسيير التجارة الدولية والإقليمية ؛ فنتناول دراسة الآثار الأقتصادية الناجمة عن المشاركة العربية فى سلاسل القيمة العالمية وتسيير التجارة الدولية والإقليمية