حيث إن الحركة الأولمبية والألعاب الأولمبية تعاني من انتقادات فيما يخص التنمية المستدامة والإرث الأولمبي من حيث تأثير الأولمبياد على المجتمع والاقتصاد المحلي وتأثره بالتدخلات والصراعات السياسية الدولية والمحلية فقد هدف هذا البحث إلى تحليل تصورات اللجنة الأولمبية الدولية للشراكات العالمية والتعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة بالمقارنة مع تصورات منظمة الأمم المتحدة. واقتراح تحسينات بناءً على هذا التحليل من شأنها أن تفيد المنظمات الرياضية، وبشكل خاص كيفية إدارة الأحداث الرياضية الضخمة. استخدم الباحثون المنهج الاستقرائي في دراسة نقدية، والاعتماد على تحليل المحتوى النوعي QCA كأسلوب بحثي مفيد لعملية الاستقراء. تمثلت العينة بالوثائق الرسمية ذات الصلة بموضوع البحث والتي تم الرجوع إليها من خلال أرشيف ومنشورات كل من اللجنة الأولمبية الدولية والأمم المتحدة. ونتج عن البحث وجود اختلافات في التصورات حول الشراكات الدولية والتعاون الدولي بين المنظمتين المذكورتين؛ فبينما تهتم منظمة الأمم المتحدة بالتعاون الإنمائي بين بلدان الشمال والجنوب والمساعدات الإنمائية وتشجيع المشروعات التنموية، لم تكن تصورات وسياسات اللجنة الأولمبية الدولية مراعيةً للجانب الحكومي الدولي شديد التأثير على الألعاب الأولمبية معتبرةً إياه جانباً خارجاً عن العملية الإدارية الرئيسية للأولمبياد، واقتصرت تصوراتها على الشراكات مع القطاع الخاص، بما يراه الباحثون هنا توجهاً نحو مصلحة المنظمة كتوجه تجاري لا نحو أصحاب المصلحة الآخرين كتوجه معياري كما تروج له عموماً. وعليه أوصى الباحثون بأن إيجاد جهود مشتركة في إدارة الألعاب الأولمبية هو ما سيعزز الشراكات الحقيقية والتعاون الدولي الفعال في سياق الألعاب الأولمبية، وبالتأكيد جهوداً في إطار الصالح العام العالمي، ومفاهيم التنمية المستدامة.