يعتبر التسامح هو أحد المبادئ الإنسانية والدينية، كما يمثل فضـيلة مدنيـة وضـرورة سياسـية وأخلاقيـة واجتماعيـة، خاصـة في المجتمعـات ذات التنـوع السياسـي، الـديني، الطائفي القـومي. ولا يعد وجود التسامح ضرورة لازمة للمجتمعات التي تعـاني من نزاعات أو صراعات فحسب، بل أن وجوده ضرورة لازمـة لكل المجتمعات حتى في أوقات السلم. فخلـو المجتمـع مـن التسـامح، يعـني معاناتـه مـن حالـة دائمـة مـن العنـف والحـروب الأهليـة والخارجيـة، بمـا لا يـدع هذا المجتمـع وحضـارته يستقران ويزدهران ويستمران، لولا إتباعهما التسامح بأنواعه المختلفة، طالما أن تلك المجتمعات والحضارات، لا تخلو من التنوعات المختلفة، ولا تعيش في عالم من لون واحد ولا شكل واحد، وعلى الرغم من ذلك تزايدت مظاهر عدم التسامح وأعمال العنف والإرهاب وكراهية الأجانب والنزاعات القومية العدوانية والعنصرية والأثنية والاستبعاد والتهميش والتميز ضد الأقليات الوطنية والدينية واللغوية واللائجين والفئات الضعيفة في المجتمعات, وتزايدت أعمال العنف والترهيب التي ترتكب ضد أشخاص يمارسون حقهم في حرية الرأي والتغبير وهى أعمال تهدد كلها عمليات توطيد دعائم السلام والديمقراطية على الصعيدين الوطني والدولي وتشكل كلها عقبات في طريق التنمية.