شهدت المجتمعات النامية بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة في العقود الأخيرة الماضية تغيرات متسارعة شملت كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية, والتي تُعد نتاجاً لظاهرة العولمة التي امتد صداها لتشمل جميع شرائح المجتمع وطبقاته، وتعد العولمة الثقافية أحد أبعاد العولمة التي كان لها تأثير واضح على المجتمع؛ حيث تعتبر ثقافة الاستهلاك من أهم مظاهر العولمة الثقافية. كما أن انتشار ثقافة الاستهلاك ليس له تأثير على الجوانب الاقتصادية فحسب, بل له تأثير على الجوانب الاجتماعية أيضاً؛ حيث إنه يعمل على تفكيك الروابط الأُسرية؛ فالإفراط في استخدام التكنولوجيا الحديثة يعمل على خلق فجوة بين أفراد الأُسرة الواحدة؛ حيث أصبح لكل منهم عالمه الخاص الذي يعزله عن المحيطين به, وكذلك أصبحت هناك تغييرات في الأنماط والعادات الغذائية السائدة بين افراد الأُسرة, بالإضافة إلى الضغوط التي شكلتها الثقافة الاستهلاكية على الأُسرة, حيث أصبحت الأُسرة تحمل على عاتقها إشباع الحاجات الكمالية للأبناء بدلاً من الاكتفاء بالحاجات الأساسية.